سياسيةعسكرية

الولايات المتحدة تدعم اسرائيل في حملتها العسكرية في لبنان

قال مسؤولون كبار في الحكومة الأمريكية لصحيفة بوليتيكو، انهم يدعمون إسرائيل في قرارها بتكثيف الضغوط العسكرية ضد حزب الله في لبنان – حتى مع حث الإدارة الأمريكية الحالية، علنًا، الحكومة الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة على الحَد من ضرباتها العسكرية.

أبلغ المُستشار الأمريكي آموس هوششتاين Amos Hochstein، و بريت ماكغورك Brett McGurk، مُنسق البيت الأبيض للشرق الأوسط، كبار المسؤولين الإسرائيليين في الأسابيع الأخيرة، أن الولايات المتحدة وافقت على إستراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الواسعة النطاق لتحويل التركيز العسكري الإسرائيلي إلى الشمال ضد حزب الله من أجل إقناع الحزب، بالإنخراط في مُحادثات دبلوماسية لإنهاء الصراع، وفقًا لما قاله المسؤولون لصحيفة بوليتيكو.

ليس كل مسؤول في الإدارة الأمريكية مع قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي للتحول نحو الجبهة الشمالية، على الرغم من الدعم لها، داخل الحكومة.

أثار قرار التركيز الإسرائيلي على حزب الله إنقسامًا داخل الحكومة الأمريكية، مما أثار مُعارضة من مسؤوليين داخل وزارة الدفاع الأمريكية و وزارة الخارجية الأمريكية و مُسؤولي وكالات الإستخبارات (مجتمع الإستخبارات) الذين يعتقدون بأن تحرك إسرائيل ضد الميليشيا المدعومة من إيران، يُمكن أن يجر القوات الأمريكية إلى صراع آخر في الشرق الأوسط.

تحدثت صحيفة بوليتيكو إلى مسؤولين إسرائيليين، و أربعة مسؤولين أميركيين، مع رفض داني دانون Danny Danon، سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، يوم الإثنين التحدث بشأن ما يجري بين القادة الإسرائيليين و المسؤولين الأميركيين عندما سُئل عن هذا الأمر، من قبل الصحيفة.

قال سفير اسرائيل لدى الأمم المتحدة، للصحيفة، بشأن ما يدور بين البلدين:

“نحن لا نطلب الإذن دائمًا لكل ما نقوم به، و أعتقد أن ما يقولونه علنًا يعكس الهدف الذي يرغبون في رؤية حل دبلوماسي له، وهو ما لا نعارضه”.

في المكالمات و الإجتماعات في مُنتصف أيلول/ سبتمبر من العام الحالي، أوضح المسؤولون الإسرائيليون على نطاق واسع، أن جيشهم يستعد لإجراء هذا التحول نحو الشمال (ضد الحزب).

نقل آموس هوششتاين Amos Hochstein، و بريت ماكغورك Brett McGurk إلى نظرائهم الإسرائيليين أنه – في حين لا يزالون يحثون على إتباع خيار حذر في لبنان – فإن التوقيت كان مناسبًا على الأرجح لمثل هذه الخطوة، خاصة بعد تدهور حزب الله بشكل كبير في الأشهر السابقة.

في حين قال حزب الله منذ فترة طويلة، إنه لن ينخرط بمحادثات مع إسرائيل، إلا إذا توصلت إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ولكن أشارت التقييمات الأمريكية في تلك المرحلة إلى أن حركة حماس في غزة، من غير المرجح أن توافق على إتفاق لوقف إطلاق النار في أي وقت قريب، و هذا يعني أن الوقت قد يكون مناسبًا للتركيز بشكل أكبر على حزب الله وحده – وفصل الصراعين عن بعضهما.

لم يكن المسؤولون الأمريكيون يعرفون سوى القليل عن ما تُخطط له إسرائيل بالضبط، ولكن حتى مع دعمهم لإسرائيل في الضغط على حزب الله، فقد حثوا على توخي الحذر، حيث حذروا من أنه إذا ذهبت إسرائيل بعيدًا فقد تخاطر بتصعيد الموقف إلى حرب إقليمية شاملة – وهو الأمر الذي تحاول الإدارة الأمريكية تجنبه، منذ ما يقرب من عام، حيث أكدوا على أن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع هو من خلال إتفاق دبلوماسي تفاوضي.

في الأسبوع الماضي، قال مسؤولون في مُجتمع الإستخبارات في الولايات المتحدة، في إحاطات و محادثات مع أعضاء الكونغرس الأمريكي، إنهم يشعرون بقلق متزايد إزاء إحتمال إندلاع مواجهة برية مباشرة بين إسرائيل و حزب الله.

كانت هنالك أحاديث مُماثلة تجري في وزارة الخارجية الأمريكية، حيث أعرب المسؤولون عن قلقهم إزاء إرتفاع حصيلة القتلى المدنيين في لبنان.

و يقول البعض في الإدارة الأمريكية، إن ما يبدو و كأنه تحول كبير، ولكن هو مجرد سعي الولايات المتحدة إلى مسارات متعددة في وقت واحد.

قال مسؤول أميركي كبير، لصحيفة بوليتيكو:

“يمكن أن يكون كلا الأمرين صحيحين – يمكن للولايات المتحدة أن تريد الدبلوماسية و تدعم أهداف إسرائيل الأكبر ضد حزب الله، و من الواضح أن هناك خَطًا تتبعه الإدارة، لكن ليس من الواضح ما هو هذا الخط”.

خلف الكواليس، يروج آموس هوششتاين Amos Hochstein، و بريت ماكغورك Brett McGurk، و غيرهما، من كبار مسؤولي الأمن القومي الأميركيين، لعمليات إسرائيل في لبنان، بإعتبارها لحظة حاسمة في التأريخ – لحظة ستعيد تشكيل الشرق الأوسط للأفضل، لسنوات قادمة.

و بحسب تفكيرهم:

لقد قضت إسرائيل على هيكل القيادة العليا لحزب الله في لبنان، مما أدى إلى تقويض قدرات المجموعة بشكل كبير و إضعاف إيران بنفس الوقت، التي أستخدمت حزب الله كواجهة لها

يبدو أن الإنقسام حول الأمر، قد تبدد إلى حد ما في الأيام الأخيرة، حيث أجتمع كبار المُسؤولين الأميركيين يوم الإثنين في البيت الأبيض مع الرئيس جو بايدن لمناقشة الوضع الفعلي، و أتفق معظمهم، على أن الصراع، على الرغم من هشاشته، يمكن أن يوفر فرصة للحد من نفوذ إيران في لبنان و المنطقة.

مع ذلك، قال مسؤولون أميركيون و إسرائيليون، لصحيفة بولتيكيو:

إن الحكومة الأمريكية الحالية تتخذ مسارا حذرا جدا، حيث تريد الحكومة دعم تصرفات إسرائيل ضد جماعة إرهابية صنفتها الولايات المتحدة و التي قتلت أميركيين و تهدد المنطقة، و لكن بنفس الوقت لا تشعر بالارتياح لتأييد حملة إسرائيل بشكل كامل – أو علنا ​​- لأنها قلقة من أن اسرائيل ستدخل إلى عمق الأراضي اللبنانية، مما قد يؤدي إلى حرب شاملة.

لا تزال الرسالة العامة التي وجهتها الإدارة إلى إسرائيل هي:

تجنب التصعيد ومواصلة السعي إلى الدبلوماسية مع حزب الله – وخاصة وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا الذي اقترحته الولايات المتحدة وفرنسا الأسبوع الماضي.

هذا هو الحال، التي تتحدث به الإدارة الأمريكية، على الرغم من التطورات في العملية الإسرائيلية، حيث شملت تلك الهجمات على الآلاف من عملاء حزب الله بإستخدام أجهزة النداء المُفخخة و أجهزة الإتصال اللاسلكية، و تدمير صفوف حزب الله العليا، بما في ذلك الضربة التي قتلت زعيم الحزب، حسن نصر الله، يوم الجمعة، مع قادة من الحرس الثوري الإيراني.

حَث وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إسرائيل و حزب الله، على قبول عرض وقف إطلاق النار، حتى مع سعادته – مثل الرئيس الأمريكي جو بايدن و أخرين – برؤية زعيم حزب ألله، حسن نصر الله، ميتاً.

قال الرئيس الأمريكي للصحفيين:

“فيما يتعلق بلبنان، ما هي أفضل طريقة لتحقيق الهدف المعلن المتمثل في خلق بيئة في شمال إسرائيل تمنح الناس الثقة للعودة إلى ديارهم؟ كما قلت، نعتقد أن المسار الدبلوماسي هو الأفضل”.

عندما سُئل الرئيس الأمريكي جو بايدن في مؤتمر صحفي يوم الإثنين، عما إذا كان مُرتاحًا للغارات الإسرائيلية المُستهدفة في لبنان، قال:

“أنا مُرتاح لتوقفها، يجب أن يكون لدينا وقف لإطلاق النار الآن”.

لكن أحد المسؤولين الأمريكيين قال، لصحيفة بولتيكيو:

إن المفاوضات بشأن اقتراح وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا و الذي أعلنته الولايات المتحدة الأسبوع الماضي متوقفة بشكل أساسي، بينما تواصل إسرائيل ملاحقة مواقع حزب الله عبر الحدود في لبنان.

وقال مسؤول أمريكي آخر للصحيفة:

إن الموقف تصاعد أكثر يوم الإثنين عندما تحركت القوات الخاصة الإسرائيلية عبر الحدود الى داخل لبنان، مُستهدفة شبكة أنفاق حزب الله و مراكز قيادة أخرى.

كان الإسرائيليون يخططون لشن توغل بري أكبر بكثير في لبنان هذا الأسبوع، لكن مسؤولي الإدارة الأمريكية، حثوا على عدم القيام بذلك، مطالبين إسرائيل بأن تكون أكثر إستهدافًا في كيفية إجراء عملياتها.

أقرأ المزيد

المقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

عذراً، لايمكن نسخ المحتويات